لأقوياء القلوب فقط ..
لمن يحبون تذكر هادم الملذات ..
في البداية سأطرح مقتطفات لأحداث واقعية لرحيلهم ....كنت شاهدة عليها .. بل كنت جزء منها ..
.. عام 2001 .. انتهت عطلة الصيف ..
يوم الخميس .. أمي .. تقوم بتبديل وتغيير في ديكور المنزل .. شعرت بعدم رضا عن ترتيبها لمجالس استقبال الضيوف .. لااعلم ماسبب هذا الانزعاج .. اصارحها .. امي لم يرضيني هذا الترتيب الجديد لهذه المجالس..
كانت مقتنعة جداً بالترتيب الجديد وتوضح لي انه بهذا الترتيب سيحمل ضيوفاً اكثر ومقاعد اكثر ..
احاول تغيير رأيها بهذا الترتيب .. ومتى سنحتاج لدعوة هذا العدد الكبير من الضيوف .. حتى نقوم بهذا التبديل ..
شيء في نفسي لم يعجبني من هذا الترتيب .. وشيء في نفسها جعلها مصرة عليه ..
وفي اليوم اللذي يليه ..
الجمعة 9/2001 ... الرابعة عصراً .. وجهت لي تلك النصائح ..
السادسة مساء .. لاقت وجه ربها .. بسكتة قلبية .. في شبابها وعافيتها ..
المعزون يجلسون في المجالس التي قامت بترتيبها .. وكأنها كانت تجهز ليوم عزائها ..
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي
إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30))
2004 .. جدي لم يعد كما كان .. تغير حاله .. ولم يستطع نسيانها .. لااعلم بماذا اصيب بالظبط .. قالوا اكتئاب .. قالوا داء يسمى الزهايمر .. فقط لم يعد يتعرف حتى على ابنائه وبناته .. اصبح قليل الكلام .. وكأن الدنيا اصبحت غريبة عليه ..
شعرت برغبة في هذا اليوم بالحديث معه ..
أمسك بيده .. جدي هل عرفتني .. ينظر إلي نظرات لم افهمها .. قالوا انه لايتذكر احد
احاول .. فأنا اريد اليوم الحديث معه..
جدي هل تتذكر ابنتك .... (اسم امي ) ..؟
يتمتم .. الغالية ماانساها ..
جدي انا ابنتها ...
مااغلى من بنتي الا ابنتها ..
ويشد على يدي ... ويستكمل .. وجودك معي خفف عني كثيراً فقدانها ..
وفي اليوم التالي .. يلاقي جدي وجه ربه الكريم .. ويلحق بابنته بعد ثلاث سنوات حزناً عليها ..
الخميس 2007 وفي نهاية العام الهجري
في غرفة المستشفى .. شعرت بأن الروح عادت الي .. السعادة تغمرني ..
لقد استفاقت جدتي وتسمعني واسمعها ..
اجلس معها في غرفة المستشفى .. وأقرأ ايات الشفاء ..
تنظر الي .. وتقول ..لقد اصبحتي تشبهين والدتك كثيراً
ابتسم .. واستمع الى كلامها ..
تقول : لقد اشتقت الى والدتك ..
وفي اليوم التالي .. الجمعة وعلى مشارف العام الجديد.. تلاقي وجه ربها وتلحق بزوجها وابنتها ..
السؤال الان ... هل يشعرون بشعور في داخلهم .. ان ساعتهم حانت .. ؟؟
تصرفاتهم .. تدل على ذلك .. ؟ يشعرون بشوق ويتذكرون الراحلون .. ثم بعدها بيوم او يومين يلحقون بهم ..
(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)
كلنا فانون فنظرة تأمل لكل من فنى امامنا وفي خاتمته وفي اخر تصرفاته .. منقووول