السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ) [ الشرح : 5 - 6 ]
إذا ضاقت عليك السبل ، وبارت الحيل ، وتقطعت الحبال ، وضاق الحال فاعلم أن الفرج قريب ، وأن اليسر حاصل .
لا تحزن فإن بعد الفقر غنى ، وبعد المرض شفاء ، وبعد البلوى عافية ، وبعد الضيق سعة ، وبعد الشدة فرجاً .
سوف يصلك اليسر أنت وأتباعك فترزقون وتنصرون .
إنها سنّة ثابتة وقاعدة مضطردة أن مع كل عسرٍ يسرًا ، بعد الليل فجر صادق وخلف جبل المشقة سهل الراحة ، ووراء صحراء الضيق روضة خضراء من السعة ، إذا اشتد الحبل انقطع ، وإذا اكتمل الخطب ارتفع ، سوف يصل الغائب ويشفى المريض ، ويعافى المبتلى ، ويفك المحبوس ، ويغتني الفقير ، ويشبع الجائع ، ويروى الظمآن ، ويسر المهموم ، وسيجعل الله بعد عسرٍ يسراً .
وهذه السورة نزلت عليه صلى الله عليه وسلم وهو في حال من الضيق وتكالب الأعداء ، واجتماع الخصوم ، وإعراض الناس ، وقلة الناصر وتعاظم المكر ، وكثرة الكيد ، فكان لابد له من عزاء وسلوة وتطمين وترويح ، فنزلت هذه الكلمات المباركات له ولأتباعه إلى يوم القيامة وعداً صادقاً وبشرى طيبة ، وجائزة متقبلة :
اشتدي أزمة تنفرجي ... قد آذن ليلك بالبلجِ
بَلَجَ : الصبح - بلوجاً : أسفر فأنار . ويُقال بَلَجَ الحق : أي وضح وظهر ... [ المعجم الوجيز ]
المصدر : كتاب إشراقات / ص 42